في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان أهالي الموصل يزورون حمام العليل خلال عطلة الصيف، إذ لم تكن هناك أماكن سياحية أخرى في المدينة.
تحدثت ضحى عبد القادر إلى محمد زكي، المغني الشهير من الموصل، وتحسين حداد، رئيس نقابة الفنانين في الموصل، عن رحلاتهم الصيفية إلى الينابيع الساخنة، والموسيقى الشعبية التي صاحبتها.
“كان أهالي الموصل من أتباع الديانات المختلفة يذهبون إلى حمام العليل حاملين معهم طعامهم وشرابهم، دون أن يميّز أحد بينهم. وعلى القطار الخشبي، كانوا يغنون معاً:
صاح القطار، قومي انزلي، يالله وصلنا حمام عليل
لاطلع على تل السبت، معاي حبي وكم بنت
وأقضي أحلى وأجمل وقت
وأنا بالعشرة مبتلي
أريد أروح للحمام ويهلهلولي الخيام
شوي دسبح ونام
على ما الكبة تستوي.”
كتب الشاعر عبد الغني الملاح من الموصل هذه الأغنية، وكان فوزي سعيد الموصلي أول من غناها في الخمسينيات. منذ ذلك الحين، أصبحت الأغنية الشهيرة تعزف في حفلات الزفاف في الموصل. استمع إلى الأغنية الكاملة هنا.
لم يكن حمام العليل مكاناً للمرح وقضاء عطلة الصيف فحسب، بل عالجت مياهه الغنية بالكبريت أمراضاً جلدية لكثيرين.